خلال مشاركتها في جلسة نقاشية حول "بناء القدرة على الصمود من خلال الشراكات مع القطاع الخاص" ضمن فعاليات المؤتمر السنوي للبنك الإسلامي للتنمية بالمملكة العربية السعودية
• تعزيز القدرة على الصمود يتطلب تكاملًا بين جهود الحكومات وشركاء التنمية والقطاع الخاص لمواجهة الصدمات وتحقيق التعافي والتعامل مع المتغيرات طويلة الأجل
• التمويل الميسر وإتاحة الضمانات من بنوك التنمية متعددة الأطراف يحفز جذب استثمارات القطاع الخاص ويخفض مخاطر التمويل
• الحكومة تعمل على تعظيم العائد من التعاون مع شركاء التنمية من خلال مبادئ الشراكة العالمية للتعاون الإنمائي الفعال GPEDC
• المهندس هاني سنبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة يشيد بالتقرير السنوي لوزارة التعاون الدولي ودوره في إظهار الشراكات الشاملة والتكامل بين شركاء التنمية
قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، الأزمات المتتالية التي يمر بها العالم بدءًا من جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة سلاسل الإمداد، والارتفاع الكبير في تكلفة التمويل، تعكس أهمية تعزيز قدرة الدول والمؤسسات وحتى الأفراد والعائلات على الصمود والمرونة، لافتة إلى أن الصمود يعزز القدرة على استيعاب الصدمات والتعافي منها وإحداث التحول الهيكلي الذي يمكنها من التعامل مع المتغيرات وحالة عدم اليقين على المدى الطويل، إلى جانب إيجاد الحلول الجذرية للأزمات، وفق تعريف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
جاء ذلك خلال مشاركتها في جلسة نقاشية حول "بناء القدرة على الصمود من خلال الشراكات مع القطاع الخاص"، وذلك ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك الإسلامي للتنمية بالمملكة العربية السعودية، إلى جانب السيد أسامة القيسي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات ICIEC، والمهندس هاني سنبل، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ITFC، والسيد محمد الكتاني، الرئيس التنفيذي للتجاري وفا بنك المغربي. ويشارك في الاجتماعات السنوية للبنك الإسلامي للتنمية ممثلي الحكومات من 57 دولة عضوًا، كبار المسئولين ورؤساء المنظمات الدولية والإقليمية.
وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى أن المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر يضمن الاستمرار في جهود التنمية وعدم تأثرها بالتداعيات والأزمات المتالية، وهو ما يتطلب تعاونًا فعالًا من الأطراف ذات الصلة سواء القطاع الخاص أو المؤسسات الدولية والمجتمع المدني، للعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومات لإيجاد الحلول الفعالة.
وتابعت وزيرة التعاون الدولي: في الوقت الحالي الذي نشهد فيه أزمات متعددة على مستوى العالم تؤثر على الدول والشركات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والأسر، فإن بناء المرونة من الأهمية بمكان وذلك من خلال اتباع نهج يتسم بالشفافية ويقوم على الشراكات بين الأطراف ذات الصلة، حيث تقوم الحكومات بوضع التشريعات والسياسات المحفزة للقطاع الخاص والتي تعزز مشاركة المجتمع الدولي في جهود التنمية، إلى جانب قيام كل طرف من الأطراف بدوره في توفير التمويل وابتكار الحلول اللازمة لمواجهة تداعيات هذه الأزمات.
وتحدثت "المشاط"، عن إطار التعاون الدولي والتمويل الإنمائي في مصر، والدور الذي تقوم به وزارة التعاون الدولي، لتعزيز المرونة من خلال تطبيق مبادئ الشراكة العالمية من أجل التعاون الإنمائي الفعال GPEDC والتي تستند الي المحاور التالية: أولا: ملكية الدولة وأولوياتها، والتي من خلالها يتم التأكد من تضمين أولويات الدولة واستراتيجياتها في كافة الشراكات مع شركاء التنمية؛ وثانيًا: الشراكات الشاملة التي تضمن تمكين المرأة والفتيات والشباب ووضع استراتيجيات شاملة مع كافة شركاء التنمية، وثالثًا التركيز علي النتائج، ورابعًا الشفافية والمساءلة المتبادلة.
واستطردت قائلة "تمكين القطاع الخاص في أي دولة في ضوء المتغيرات العالمية الحالية يتطلب تعزيز التمويل الميسر وتيسير القدرة على الوصول للتمويل، وفي ظل ما نشهده اليوم فإنه من الضروري التوسع في آليات التمويل المختلط لتقليل المخاطر المتوقعة بما يحفز مشاركة القطاع الخاص من خلال استثماراته، وذلك من خلال التكامل بين جهود بنوك التنمية متعددة الأطراف، وعندما ننظر إلى نموذج عمل مجموعة البنك الإسلامي للتنمية نجد أنها تتيح التمويل إلى جانب ضمانات الاستثمار من خلال مؤسساتها التابعة، ويتكرر النموذج في البنك الدولي على سبيل المثال من خلال الضمانات التي تتيجها وكالة "ميجا"، وهذا ما نعنيه بالتكامل بين جهود المؤسسات الدولية للدفع بمشاركة القطاع الخاص وتوسيع قاعدة مشاركته في تحقيق التنمية".
وذكرت أن السياسات التي تضعها الحكومات يجب أن تتسم أيضًا بعوامل واضحة وهي الشمول والرقمنة والتحول الأخضر، وهذه عوامل رئيسية ومحورية تفتح الطريق نحو مشاركة القطاع الخاص، إلى جانب ضرورة التأكد من تضمين وتطبيق المعايير الاجتماعية والبيئية والحوكمة ESG في استراتيجيات الشركات لضمان تحقيق النمو الشامل والمستدام.
وانتقلت وزيرة التعاون الدولي، للحديث حول مؤتمر المناخ COP27 الذي انعقد برئاسة مصر بمدينة شرم الشيخ نوفمبر الماضي، موضحة أن دفع التمويل المناخي كان أحد المحاور الهامة التي تمت مناقشتها، من أجل مقابلة متطلبات الدول والتغلب على الفجوة التمويلية، لافتة إلى المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج "نُوَفِّي"، محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، والتي تعد منصة لحشد الاستثمارات وآليات التمويل المناخي.
كما أشارت إلى المباحثات الجارية لتنفيذ خارطة طريق تطور البنك الدولي، والدعوة العالمية لإصلاح وهيكلة بنوك التنمية متعددة الأطراف، موضحة أنها مناسبة محورية لتحقيق مزيد من التكامل بين مختلف المؤسسات الدولية من أجل دفع جهود التنمية في البلدان المختلفة.
وخلال الجلسة أشاد المهندس هاني سنبل، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، بالتقرير السنوي لوزارة التعاون الدولي، واصفًا إياه بالمبادرة الهامة التي تعكس الشراكات الشاملة والتكامل بين استراتيجيات كافة مؤسسات التمويل الدولية وشركاء التنمية العاملين في مصر.
وفي هذا الصدد، علقت وزيرة التعاون الدولي، قائلة إن فكرة التقرير السنوي هي عرض ما تم من جهود من قبل شركاء التنمية بما يعكس التكامل والتنسيق المستمر والتنافسية الإيجابية لتنفيذ أفضل برامج التعاون الإنمائي في مصر وأكثرها فاعلية استنادًا إلى أولويات الدولة، موضحة أن جهود التعاون الدولي في مصر تقوم على محاور الدبلوماسية الاقتصادية وهي منصة التعاون التنسيقي المشترك، ومطابقة التمويلات الإنمائية مع الاهداف الأممية للتنمية المستدامة وسرد المشاركات الدولية.